أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ! ~
بسم اللهَ الرَحمَن آلرَحيم ..
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
أيها الضال عن طريق الهدى , أما تسمع صوت الحادي وقد حدا ,
من لك إذا ظهر الجزاء وبدا , وربما كان فيه أن تشقى أبدا
(أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
يا من تكتب لحظاته , وتجمع لفظاته , وتعلم عزماته ,
وتحسب عليه حركاته إن راح أو غدا
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
ويحك إن الرقيب حاضر , يرعى عليك اللسان والناظر ,
وهو إلى جميع أفعالك ناظر , إنما الدنيا مراحل
إلى المقابر , وسينقضي هذا المدى
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
مالي أراك في الذنوب تعجل , وإذا زجرت عنها لا تقبل ,
ويحك انتبه لقبح ما تفعل لأن الأيام في الآجال تعمل مثل عمل المدى
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
سترحل عن دنياك فقيرا , لا تملك مما جمعت نقيرا ,
بلى قد صرت بالذنوب عقيرا بعد أن رداك التلف رداء الردى
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
كأنك بالموت قد قطع وبت , وبدد الشمل المجتمع وأشت ,
وأثر فيك الندم حينئذ وفت , انتبه لنفسك أشمتَّ والله العدا
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
كأنك ببساط العمر قد انطوى , وبعود الصحة قد ذوى ,
وبسلك الإمهال قد قطع فهوى , اسمع يا من قتله الهوى وما ودى
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
تالله ما تقال وما تعذر , فإن كنت عاقلا فانتبه واحذر ,
كم وعظك أخذُ غيرك وكم أعذر , ومن أنذر قبل مجيئه فما اعتدى
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
فبادر نفسك واحذر قبل الفوت , وأصخ للزواجر فقد
رفعت الصوت , وتنبه فطال ما قد سهوت ,
اعلم قطعا ويقينا أن الموت لا يقبل الفدا
( أَيَحْسَبُ ٱلْإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )
انهض إلى التقوى بقريحة وابك الذنوب بعين قريحة ,
وأزعج للجد أعضاءك المستريحة ,
تالله لئن لم تقبل هذه النصيحة لتندمن غدا
اللهم لآتجعلنآ أهون النآظرين إليكَك
وامنحنآ رضآكَ وُعفوكَ